تحريم
اللباس الضيق والشفاف والقصير على النساء
الحمد
لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين وبعد:
فإن
من جملة ما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم من المعجزات، أنه حذر من لبس الثياب
القصيرة والشفافة والضيقة مجاراة ومشابهة لأعداء الإسلام، وسبباً للفتنة والفساد
لأهل الإجرام والعقول الضعيفة، وامتحاناً لشرف المرأة وكرامتها وفي ذلك الوعيد
الشديد.
وهو
ما رواه مسلم عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" صنفان من أهل
النار لم أرهما بعد: قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون الناس، ونساء كاسيات عاريات
مائلات مميلات رؤوسهن كأسنمة البخث المائلة لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها وإن
ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا".
وعن
أسامة بن زيد قال: " كساني رسول الله صلى الله عليه وسلم قبطية كانت
مما أهداها دحية الكلبي فكسوتها امرأتي " فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: "
ما لك لم تلبس القبطية؟! قلت: يا رسول الله كسوتها امرأتي، فقال رسول الله صلى الله
عليه وسلم: "مرها فلتجعل تحتها غلالة إني أخاف أن تصف حجم عظامها" رواه أحمد
والبيهقي والطبراني وابن أبي شيبة، قال في المصباح: القبطي بضم القاف ثوب كتان رقيق
يعمل بمصر نسبة إلى القبط، والغلالة قال في التهذيب: الثوب الذي يلبس تحت
الثياب.
وعن
ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " بعثت بالسيف بين يدي الساعة حتى
يعبد الله وحده لا شريك له وجعل رزقي تحت ظل رمحي وجعل الذل والصغار على من خالف
أمري ومن تشبه بقوم فهو منهم" [رواه أحمد
وأبو داود والطبراني] وإسناده حسن، قال شيخ الإسلام ابن تيمية إسناده
قوي.
فدلت هذه الأحاديث على تحريم الثياب الضيقة، التي تبين مقاطع، وحجم
أعضاء المرأة ومحاسنها من الثديين ودقة الخصر ونحو ذلك، وعلى تحريم اللباس الذي يصف
لون البشرة من بياض وحمرة وسواد، وعلى تحريم التشبه بغير المسلمين من اليهود
والنصارى والمشركين والملحدين، وأن هذه الثياب محرمة سواء كانت للبيت أو خارجه
لإطلاق الأحاديث في ذلك، ودلت أيضأ على الوعيد الشديد في ذلك، وأن الواجب على
المرأة المسلمة تقوى الله سبحانه، وأن لا تعرض نفسها للفتنة بها وانتهاك عرضها
وشرفها في الدنيا والعذاب في الآخرة؛ فإنها لا تطيقه ولا تتحمله، وأن على المسؤولين
منع المدرسات والطالبات من هذه الألبسة الدخيلة على الاسلام والمسلمين المختلفة
الأسماء والمتفقة في معارضة هذه الأحاديث الثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم وصلى
الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.