[size=18][/
الرجـاء البيضـاوي ذلك النادي الأخـضر العريق من منّا لا يعـرفه هو الذي صـال و جال داخـل الوطن و خـارجه، رفع الراية المـغربية في الأعـالي في العديد من المحافل الخارجية. فـتاريخ الفريق حـافل بالالـقاب والافـراح منذ تأسـيسه سـنة 1949. واليكم تقديما مفصـلا لهذا الفريق الـعريق:
║█║التــأسيس║█║
جماهير السامبا تصيح بهستيريا و جنون " راجا ... راجا " و على رقعة الملعب فريق أخضر يؤدي رقصة النسر كما تؤدي نجوم البرازيل رقصة الصامبا لمسات تسلب الألباب و فنيات تحبس الأنفاس و قمة عظمة المستديرة بأقدام مغربية رجاوية خالصة و حناجير برازيلية أصابها الجنون من الوصفة الفريدة للرجاء "دقة - دقة" , على الضفة الأخرى من المحيط الأطلسي كان هناك رجل يحمل إكليلا من الزهور و يتقدم نحو قبر خط عليه بحروف من ذهب آسم " محمد بن الحسن التونسي العفاني " لم يشعر إلا وهو يجهش بالبكاء ويتمتم بكلمات رددت صداها كل أرجاء البيضاء و معها كل بقاع المعمور " نم مطمئن البال أيها الأب فنبوءتك تحققت و رجاؤك بالمجد تدثرت....نم مرتاح البال ياآبتاه فقد نلت الخلود بما زرعته في شرايين الخضراء وأنصار الرجاء , قرأ الفاتحة ، أغمض عينيه و حلق بذاكرته نحو نقطة البداية نحو مقهى "باصالح" حيث آجتمع أبناء من الشعب و أطلقوا شرارة تأسيس فريق من الشعب إلى الشعب .
║█║المؤســسون║█║
مقاومون وزعماء نقابيون .......أول زعيم نقابي بالمغرب الأمين العام للاتحاد المغربي للشغل المحجوب بن صديق ورئيس اتحاد المحامين العرب في السيتينات الوزير الأول السابق المرحوم المعطي بوعبيد وبن عبادجي الجزائري صاحب الجنسية الفرنسية و بوجمعة القاديري الذي رتب كل الأوراق الإدارية للفريق وبعض البيضاويين الغيورين على الوطن، كلهم تجمعوا عند حميدو الوطني صاحب مقهى " باصالح" في درب السلطان كان ذلك سنة 1949 و بالتحديد 28 مارس و لكن العقبة الكبرى التي كادت أن تحيل دون تأسيس النادي آلى وهي أن الإستعمار الفرنسي أبى أن لا يتأسس النادي إلا بعد إسناد مهمة رئاسته - أي النادي - إلى شخص يحمل الجنسية الفرنسية فكان الخيار الوحيد للفريق هو آختيار الجزائري الأصل الفرنسي الجنسية بن أبادجي حجي وهو الخيار الذي آستخدم الفريق فيه نوعا من الذكاء حيث أنه أسند المهمة لمسلم من دولة مجاورة عوض إسناد الأمر لفرنسي مسيحي لا نعرف هل كان سيكون فريق الرجاء البيضاوي بعده أم سيندثر و بعد أن صادق الآستعمار الفرنسي على كل الوثائق تم إخراج فريق الرجاء الى الوجود .
║█║الأب جــيكو║█║
يعد السيد محمد بن الحسن التونسي العفاني الأب الروحي للرجاء و هو من مواليد 1900 نواحي تارودانت ولقب بـالأب جيكو أو Pére Jigo من طرف صحافي فرنسي شبه محمد بن الحسن التونسي بلاعب إسمه جـيكو ، كان الأب جيكو من المثقفين البارزين في وقته و من الرياضيين المتوفرين على إلمام واسع بالرياضة حيث كان يتقن عدة لغات برز آسمه كأول صحفي رياضي مغربي، توفي الأب جيكو رحمه الله سنة 1970 تاركا وراءه ذكرى طيبة على المستوى الأخلاقي و الإنساني وأكبر ناد في تاريخ كرة القدم المغربية على الإطلاق.
║█║إختيار إسم النـــادي║█║
عند آختيار إسم الفريق ،هيأ المؤسسون الأرضية القانونية للنشأة وقاموا على الفور بالتفكير الجدي في آسم المولود، فاقترح البعض اللجوء إلى القرعة لحل إشكال التسمية، وارتأت فئة أخرى مبدأ الإجماع، كان هناك إسمان الفتح - الرجاء وقد منحت القرعة اسم الرجاء 3 مرات، وأول ملعب تدرب فيه الفريق هو ملعب الحويط خلف مدرسة مولاي الحسن مقابل إدريس الأول وتقام فيه حاليا بناية الدرك الملكي. يُذكر أنه هناك رواية أخرى حكاها رفيق بنعبادي نجل أول رئيس وهي بأن أحد المؤسسين ويدعى الريحاني قال والجميع في غمرة البحث عن اسم للمولود عبارة: الرجاء في الله، فرد عليه أحد المجتمعين ليكن الرجاء هو اسم الفريق.
║█║إختيـــار اللون الأخضر║█║
يُعتبر هذا اللون في علم النفس البشرية، مصدرا أساسيا للأمل، ولذلك استخدم الكثير من الأدباء والفلاسفة هذا اللون للتعبير عن شدة الأمل وقوته. وتم إختيار الأخضر كذلك لأنه اللون الثاني للعلم المغربي المتكون من اللونين الأحمر و الأخضر.
║█║شعـــارات النادي║█║
الشعار القديم للنادي و الذي ظلت أقمصة الفريق تحمله مدة 53 سنة، أي منذ نشأته سنة 1949 قبل أن يتم تغييره سنة 2001، يُعتقَد أن مصمم الشعار هو الأب جيكو بنفسه الذي حرص على جعل النسر الجارح شعارا للنادي.
تم تصميم شعار النادي الجديد من طرف شركة خاصة لصناعة التصاميم مباشرة بعد توقيع النادي مع شركة TSM و ذلك لمواكبة النهضة التي عرفها الفريق من حيث التسويق الرياضي و كذلك لمواكبة النهضة التي عرفها العالم من حيث تحديث شعارات الأندية العالمية.
ولتعميق اكثر ومن اجل تفاصيل اخرى نقترح عليكم هذه الفقرة التي تقدم الفريق من خلال الحقب التي ميزت تاريخه ومساره الكروي.
║█║ الولادة ║█║
1949 - 1959
مقهى "باصالح" الشعبية و التي ينبعث منها رائحة الشاي المغربي المنعنع تعانق رائحة البن الممزوج بتوابل مغربية لا يعرف تركيبتها إلا القليلون، و منهم القائمون على خدمة زبائن مقهى "باصالح" التي اكتسبت شهرة واسعة في أوساط البيضاويين لما كانت تعرفه من توافد العديد من رجالات المقاومة و دعاة التحرير من براثين الاستعمار الجاثم على أنفاس المغاربة آنذاك و لكن التاريخ الذي لن تنساه مقهى "باصالح" و معها كل المغاربة الأحرار تاريخ خط بمداد فخر و عزة و بأحرف ذهبية.
28 مارس 1949 يومها آجتمع ثلة من المقاومين و الفاعلين السياسين والنقابيين ووضعوا نصب أعينهم خلق فريق للمقاومة، فريق بنبض مغربي و شعبي حر , فريق بأسلوب فرجوي ممتع و فريق يقض مضجع المستعمر الفرنسي و حلفائه ,بعد سجال و نقاش طويل و أخد و رد وُضعت الأيادي فوق مصحف شريف و خشعت القلوب و هي تردد الفاتحة و تصيح " الله أكبر ... الله أكبر ... عاش الوطن ... عاش الرجاء البيضاوي " و تناقلت دروب و أحياء البيضاء خبر ماوقع في مقهى "باصالح" فظهرت الابتسامة على المحيا و سرت قشعريرة الفخر في الأجساد و لسان حالهم يقول " أخيرا أصبح لنا فريق خرج من رحم الوطن , و أخيرا ستركع لنا كل الفرق المتواطئة مع المستعمر و المعمرين ... " و هكذا كانت بداية الرجاء في دروب حي الفداء بمدينة الدار البيضاء.
║█║ النمو ║█║
1959 - 1969
بعد الولادة و منح السلطات الفرنسية لمؤسسي الفريق الرخصة لكي يبدأ نشاطه على مستوى الدوري المغربي كافح الرجاء في الصفوف السفلى و بالتحديد القسم الثالث بحكم أنه فريق جديد من الواجب عليه أن يبدأ من الصفر، في سنة 1953 تمكن الفريق من الصعود من القسم الثالث نحو الثاني و آستمر الفريق في النمو و التطور حتى تمكن من الصعود موسم 1957 و هو أول موسم للبطولة الوطنية بعد آستقلال المغرب سنة 1956 كأول فريق مغربي يصعد للقسم الوطني الأول بعد سلسلة من المبارايات الإقصائية لتكوين بطولة وطنية بقسمين الأول و الثاني و بذلك يكون الرجاء قد بدأ مشواره في القسم الأول و حكاية الزحف و آتخد الفريق ملعب الحويط الذي يعرف باسم ملعب العسكر مكانا يجري فيه تداريبه و لقاءاته الرسمية.
║█║ الشعبية ║█║
1969 - 1979
في الأراضي الهولندية المنخفضة، لأجاكس أمستردام الشعبية الأكبر في البلاد، ونفس الشيئ للبوكا في الأرجنتين خاصة و كذلك في اسبانيا بالنسبة للبارصا وفي العالم عموما، وحتى في المغرب فالشعبية الجارفة للرجاء نصيب الأسد فيها، لكن ما سبب هاته الشعبية الجارفة لهاته الفرق دون غيرهم في بلدانهم؟ قد يكون للألقاب دور، لكن اليد العليا في هاته الشعبية الجارفة للأجاكس والبوكا جنيور وللرجاء هي الفرجة والكرة الجميلة التي تقدمها هاته الأندية، وبالتالي فمن البديهي أن تجد عشاق الكرة الفرجوية أو ما يصطلح عليهم في العامية المغربية بـ"الكويرية" ينساقون لفرق المتعة والفرجة ثم الألقاب، أما أصحاب الألقاب والنتائج فينساقون لفرق أخرى، و اذا جالست احد الذين عاشو فترة الستينيات و السبعينيات مع الرجاء سيقول لك بالحرف الواحد :"كنا نعود من الملعب في جل اللقاءات ونحن سعداء حتى ولو لم ينتصر الفريق، لأننا كنا نتابع كرة قدم جميلة".. فشعبية الرجاء الجارفة لم تأتي لألقابها الكثيرة ، بل لأن الفريق ومنذ زمن بعيد عرف بالفرجة وآشتهر بها، فهكذا أراد الأب جيكو أن تكون الرجاء، رجاء الكرة الجميلة والإمتاع، رجاء اللمسات القصيرة والثنائيات، رجاء القناطر الصغيرة والمراوغات الجميلة، رجاء الفرجة بإختصار شديد. عكس جل الفرق المغربية التي حازت على الألقاب في هاته الفترة فإن الرجاء كانت غير ذلك و كانت تضحي بالألقاب في سبيل الفرجة و متعة كرة القدم و بهذا آستطاعت الرجاء أن تكسب شهرة و شعبية كبيرة وكان عدد عشاقها يزدادون رغم سوء النتائج في بعض الأحيان، لن أجد مثلا يترجم كلامي خيراً من الموسم السيئ الذكر قبل سنتين، والذي آحتلت فيه الرجاء رتبة لا تليق بسمعتها وتاريخها الكروي، ومع ذلك رسم أنصار الرجاء أجمل اللوحات في المدرجات وتوجوا بلقب جمهور السنة رغم تردي نتائج فريقهم، ... شعبية الرجاء لا تنحصر في حي أو زقاق، ولا حتى بمدينة الفريق ومعقله، بل بمدن كثيرة، وعندما نقول أن الرجاء هو النادي الأكثر شعبية في مغربنا الحبيب فإن هذا القول لم ينبني على فراغ.
║█║ الشهية ║█║
1979 - 1989
تعد فترت نهاية السبعينيات و بداية الثمانينات بداية افتتاح شهية الرجاء للألقاب بحيث أنه كسب لقبين لكأس العرش سنة 1974 و 1977 في الحقبة السابقة و بدأ يفكر في الألقاب، سنة 1982 شهدت تحقيق الرجاء للقب ثالث في كأس العرش و في هاته الحقبة بالذات فرخ الرجاء العديد من النجوم الكبيرة أمثال الظلمي ، الحداوي و الحمراوي أتتوا فضاء المنتخب الوطني و قادوه للإنجاز التاريخي في كأس العالم 1986 بمكسيكو ... و لم يكتف بتفريخ اللاعبين فقط بل ظل يحاول كسب لقب البطولة و آستطاع الحصول عليه سنة 1988 و بذلك يكون الرجاء قد حقق أول بطولة للدوري المغربي في مساره التاريخي و آستطاع أن يتاهل لدوري أبطال إفريقيا التي فاز بها من بعد.
║█║ الإكتساح ║█║
1989 - 1999
سنوات التسعينات كانت هي الحقبة الذهبية في تاريخ الرجاء عكس سنوات الستينيات و السبعينيات و التي امتازت باكتساب الرجاء للشعبية بالفرجة التي كانت تقدمها، بل تخطت ذلك لأبعد الحدود و صارت الرجاء تجمع بين الفرجة والألقاب و هاته الفترة تميزت باكتساح رجاوي لجميع البطولات التي كان يشارك فيها ومن لقب الدوري المغربي الذي احتكره ل 6 سنوات على التوالي و هو الرقم القياسي التاريخي في الدوري المغربي مرورا بلقب كأس العرش سنة 1995 إلى التألق الخارجي بفوز الرجاء بثلات عصب إفريقية الأولى في وهران و الثانية في الدار البيضاء و الثالثة في تونس العاصمة و هو الرقم الذي لم يصل له أي فريق مغربي و هو الذي ساهم في ارتقاء المغرب إلى الرتبة الثانية بعد مصر من ناحية البلدان الأكثر تثويجا بدوري أبطال إفريقيا ب 5 ألقاب و هاته الإنجازات ساهمت في رفع الراية المغربية، وصولا الى ألقاب الكأس الممتازة والكأس الأفروآسيوية و بذلك يكون جيل التسعينات أحسن الأجيال التي مرت على الرجاء حيث أنهم آستطاعوا أن يكسبوا 10 ألقاب في 10 سنوات .
║█║ العالمية ║█║
2000
هكذا كانت حكاية عملاق الكرة المغربية وهكذا كانت حقباته المختلفة ، بين زمن الولادة وزمن العالمية سنين من الإبداع والفن والتألق الوطني والقاري. بين الدار البيضاء والبرازيل صفحات خضراء ملأتها المهارات و"دقة ودقة" واللعب النظيف. بين إفريقيا وأمريكا اللاتينية سنين من الألقاب الإفريقية والأفروآسيوية والعربية. بين ديما رجا ورخا رخا ملايين من الجماهير المحبة للفن الرفيع وللوصفة السحرية الرجاوية. من غنى راجا راجا كانت له نفس دوافع وأسباب من غنى رجا رجا من قبله. بين هنا وهناك، بين الوطنية والعالمية، بين المواقع المغربية وموقع الفيفا تمتد حدود الفريق الأخضر وشعبيته. بين الأمس البعيد والأمس القريب ولج آسم جديد سماء كرة القدم العالمية وخط آسمه بأحرف من ذهب بين كبار الكرة العالمية و كأول فريق مغربي يصل للعالمية و يجمع بين الواقعية وفن الإبداع.][center][b][i]
الرجـاء البيضـاوي ذلك النادي الأخـضر العريق من منّا لا يعـرفه هو الذي صـال و جال داخـل الوطن و خـارجه، رفع الراية المـغربية في الأعـالي في العديد من المحافل الخارجية. فـتاريخ الفريق حـافل بالالـقاب والافـراح منذ تأسـيسه سـنة 1949. واليكم تقديما مفصـلا لهذا الفريق الـعريق:
║█║التــأسيس║█║
جماهير السامبا تصيح بهستيريا و جنون " راجا ... راجا " و على رقعة الملعب فريق أخضر يؤدي رقصة النسر كما تؤدي نجوم البرازيل رقصة الصامبا لمسات تسلب الألباب و فنيات تحبس الأنفاس و قمة عظمة المستديرة بأقدام مغربية رجاوية خالصة و حناجير برازيلية أصابها الجنون من الوصفة الفريدة للرجاء "دقة - دقة" , على الضفة الأخرى من المحيط الأطلسي كان هناك رجل يحمل إكليلا من الزهور و يتقدم نحو قبر خط عليه بحروف من ذهب آسم " محمد بن الحسن التونسي العفاني " لم يشعر إلا وهو يجهش بالبكاء ويتمتم بكلمات رددت صداها كل أرجاء البيضاء و معها كل بقاع المعمور " نم مطمئن البال أيها الأب فنبوءتك تحققت و رجاؤك بالمجد تدثرت....نم مرتاح البال ياآبتاه فقد نلت الخلود بما زرعته في شرايين الخضراء وأنصار الرجاء , قرأ الفاتحة ، أغمض عينيه و حلق بذاكرته نحو نقطة البداية نحو مقهى "باصالح" حيث آجتمع أبناء من الشعب و أطلقوا شرارة تأسيس فريق من الشعب إلى الشعب .
║█║المؤســسون║█║
مقاومون وزعماء نقابيون .......أول زعيم نقابي بالمغرب الأمين العام للاتحاد المغربي للشغل المحجوب بن صديق ورئيس اتحاد المحامين العرب في السيتينات الوزير الأول السابق المرحوم المعطي بوعبيد وبن عبادجي الجزائري صاحب الجنسية الفرنسية و بوجمعة القاديري الذي رتب كل الأوراق الإدارية للفريق وبعض البيضاويين الغيورين على الوطن، كلهم تجمعوا عند حميدو الوطني صاحب مقهى " باصالح" في درب السلطان كان ذلك سنة 1949 و بالتحديد 28 مارس و لكن العقبة الكبرى التي كادت أن تحيل دون تأسيس النادي آلى وهي أن الإستعمار الفرنسي أبى أن لا يتأسس النادي إلا بعد إسناد مهمة رئاسته - أي النادي - إلى شخص يحمل الجنسية الفرنسية فكان الخيار الوحيد للفريق هو آختيار الجزائري الأصل الفرنسي الجنسية بن أبادجي حجي وهو الخيار الذي آستخدم الفريق فيه نوعا من الذكاء حيث أنه أسند المهمة لمسلم من دولة مجاورة عوض إسناد الأمر لفرنسي مسيحي لا نعرف هل كان سيكون فريق الرجاء البيضاوي بعده أم سيندثر و بعد أن صادق الآستعمار الفرنسي على كل الوثائق تم إخراج فريق الرجاء الى الوجود .
║█║الأب جــيكو║█║
يعد السيد محمد بن الحسن التونسي العفاني الأب الروحي للرجاء و هو من مواليد 1900 نواحي تارودانت ولقب بـالأب جيكو أو Pére Jigo من طرف صحافي فرنسي شبه محمد بن الحسن التونسي بلاعب إسمه جـيكو ، كان الأب جيكو من المثقفين البارزين في وقته و من الرياضيين المتوفرين على إلمام واسع بالرياضة حيث كان يتقن عدة لغات برز آسمه كأول صحفي رياضي مغربي، توفي الأب جيكو رحمه الله سنة 1970 تاركا وراءه ذكرى طيبة على المستوى الأخلاقي و الإنساني وأكبر ناد في تاريخ كرة القدم المغربية على الإطلاق.
║█║إختيار إسم النـــادي║█║
عند آختيار إسم الفريق ،هيأ المؤسسون الأرضية القانونية للنشأة وقاموا على الفور بالتفكير الجدي في آسم المولود، فاقترح البعض اللجوء إلى القرعة لحل إشكال التسمية، وارتأت فئة أخرى مبدأ الإجماع، كان هناك إسمان الفتح - الرجاء وقد منحت القرعة اسم الرجاء 3 مرات، وأول ملعب تدرب فيه الفريق هو ملعب الحويط خلف مدرسة مولاي الحسن مقابل إدريس الأول وتقام فيه حاليا بناية الدرك الملكي. يُذكر أنه هناك رواية أخرى حكاها رفيق بنعبادي نجل أول رئيس وهي بأن أحد المؤسسين ويدعى الريحاني قال والجميع في غمرة البحث عن اسم للمولود عبارة: الرجاء في الله، فرد عليه أحد المجتمعين ليكن الرجاء هو اسم الفريق.
║█║إختيـــار اللون الأخضر║█║
يُعتبر هذا اللون في علم النفس البشرية، مصدرا أساسيا للأمل، ولذلك استخدم الكثير من الأدباء والفلاسفة هذا اللون للتعبير عن شدة الأمل وقوته. وتم إختيار الأخضر كذلك لأنه اللون الثاني للعلم المغربي المتكون من اللونين الأحمر و الأخضر.
║█║شعـــارات النادي║█║
الشعار القديم للنادي و الذي ظلت أقمصة الفريق تحمله مدة 53 سنة، أي منذ نشأته سنة 1949 قبل أن يتم تغييره سنة 2001، يُعتقَد أن مصمم الشعار هو الأب جيكو بنفسه الذي حرص على جعل النسر الجارح شعارا للنادي.
تم تصميم شعار النادي الجديد من طرف شركة خاصة لصناعة التصاميم مباشرة بعد توقيع النادي مع شركة TSM و ذلك لمواكبة النهضة التي عرفها الفريق من حيث التسويق الرياضي و كذلك لمواكبة النهضة التي عرفها العالم من حيث تحديث شعارات الأندية العالمية.
ولتعميق اكثر ومن اجل تفاصيل اخرى نقترح عليكم هذه الفقرة التي تقدم الفريق من خلال الحقب التي ميزت تاريخه ومساره الكروي.
║█║ الولادة ║█║
1949 - 1959
مقهى "باصالح" الشعبية و التي ينبعث منها رائحة الشاي المغربي المنعنع تعانق رائحة البن الممزوج بتوابل مغربية لا يعرف تركيبتها إلا القليلون، و منهم القائمون على خدمة زبائن مقهى "باصالح" التي اكتسبت شهرة واسعة في أوساط البيضاويين لما كانت تعرفه من توافد العديد من رجالات المقاومة و دعاة التحرير من براثين الاستعمار الجاثم على أنفاس المغاربة آنذاك و لكن التاريخ الذي لن تنساه مقهى "باصالح" و معها كل المغاربة الأحرار تاريخ خط بمداد فخر و عزة و بأحرف ذهبية.
28 مارس 1949 يومها آجتمع ثلة من المقاومين و الفاعلين السياسين والنقابيين ووضعوا نصب أعينهم خلق فريق للمقاومة، فريق بنبض مغربي و شعبي حر , فريق بأسلوب فرجوي ممتع و فريق يقض مضجع المستعمر الفرنسي و حلفائه ,بعد سجال و نقاش طويل و أخد و رد وُضعت الأيادي فوق مصحف شريف و خشعت القلوب و هي تردد الفاتحة و تصيح " الله أكبر ... الله أكبر ... عاش الوطن ... عاش الرجاء البيضاوي " و تناقلت دروب و أحياء البيضاء خبر ماوقع في مقهى "باصالح" فظهرت الابتسامة على المحيا و سرت قشعريرة الفخر في الأجساد و لسان حالهم يقول " أخيرا أصبح لنا فريق خرج من رحم الوطن , و أخيرا ستركع لنا كل الفرق المتواطئة مع المستعمر و المعمرين ... " و هكذا كانت بداية الرجاء في دروب حي الفداء بمدينة الدار البيضاء.
║█║ النمو ║█║
1959 - 1969
بعد الولادة و منح السلطات الفرنسية لمؤسسي الفريق الرخصة لكي يبدأ نشاطه على مستوى الدوري المغربي كافح الرجاء في الصفوف السفلى و بالتحديد القسم الثالث بحكم أنه فريق جديد من الواجب عليه أن يبدأ من الصفر، في سنة 1953 تمكن الفريق من الصعود من القسم الثالث نحو الثاني و آستمر الفريق في النمو و التطور حتى تمكن من الصعود موسم 1957 و هو أول موسم للبطولة الوطنية بعد آستقلال المغرب سنة 1956 كأول فريق مغربي يصعد للقسم الوطني الأول بعد سلسلة من المبارايات الإقصائية لتكوين بطولة وطنية بقسمين الأول و الثاني و بذلك يكون الرجاء قد بدأ مشواره في القسم الأول و حكاية الزحف و آتخد الفريق ملعب الحويط الذي يعرف باسم ملعب العسكر مكانا يجري فيه تداريبه و لقاءاته الرسمية.
║█║ الشعبية ║█║
1969 - 1979
في الأراضي الهولندية المنخفضة، لأجاكس أمستردام الشعبية الأكبر في البلاد، ونفس الشيئ للبوكا في الأرجنتين خاصة و كذلك في اسبانيا بالنسبة للبارصا وفي العالم عموما، وحتى في المغرب فالشعبية الجارفة للرجاء نصيب الأسد فيها، لكن ما سبب هاته الشعبية الجارفة لهاته الفرق دون غيرهم في بلدانهم؟ قد يكون للألقاب دور، لكن اليد العليا في هاته الشعبية الجارفة للأجاكس والبوكا جنيور وللرجاء هي الفرجة والكرة الجميلة التي تقدمها هاته الأندية، وبالتالي فمن البديهي أن تجد عشاق الكرة الفرجوية أو ما يصطلح عليهم في العامية المغربية بـ"الكويرية" ينساقون لفرق المتعة والفرجة ثم الألقاب، أما أصحاب الألقاب والنتائج فينساقون لفرق أخرى، و اذا جالست احد الذين عاشو فترة الستينيات و السبعينيات مع الرجاء سيقول لك بالحرف الواحد :"كنا نعود من الملعب في جل اللقاءات ونحن سعداء حتى ولو لم ينتصر الفريق، لأننا كنا نتابع كرة قدم جميلة".. فشعبية الرجاء الجارفة لم تأتي لألقابها الكثيرة ، بل لأن الفريق ومنذ زمن بعيد عرف بالفرجة وآشتهر بها، فهكذا أراد الأب جيكو أن تكون الرجاء، رجاء الكرة الجميلة والإمتاع، رجاء اللمسات القصيرة والثنائيات، رجاء القناطر الصغيرة والمراوغات الجميلة، رجاء الفرجة بإختصار شديد. عكس جل الفرق المغربية التي حازت على الألقاب في هاته الفترة فإن الرجاء كانت غير ذلك و كانت تضحي بالألقاب في سبيل الفرجة و متعة كرة القدم و بهذا آستطاعت الرجاء أن تكسب شهرة و شعبية كبيرة وكان عدد عشاقها يزدادون رغم سوء النتائج في بعض الأحيان، لن أجد مثلا يترجم كلامي خيراً من الموسم السيئ الذكر قبل سنتين، والذي آحتلت فيه الرجاء رتبة لا تليق بسمعتها وتاريخها الكروي، ومع ذلك رسم أنصار الرجاء أجمل اللوحات في المدرجات وتوجوا بلقب جمهور السنة رغم تردي نتائج فريقهم، ... شعبية الرجاء لا تنحصر في حي أو زقاق، ولا حتى بمدينة الفريق ومعقله، بل بمدن كثيرة، وعندما نقول أن الرجاء هو النادي الأكثر شعبية في مغربنا الحبيب فإن هذا القول لم ينبني على فراغ.
║█║ الشهية ║█║
1979 - 1989
تعد فترت نهاية السبعينيات و بداية الثمانينات بداية افتتاح شهية الرجاء للألقاب بحيث أنه كسب لقبين لكأس العرش سنة 1974 و 1977 في الحقبة السابقة و بدأ يفكر في الألقاب، سنة 1982 شهدت تحقيق الرجاء للقب ثالث في كأس العرش و في هاته الحقبة بالذات فرخ الرجاء العديد من النجوم الكبيرة أمثال الظلمي ، الحداوي و الحمراوي أتتوا فضاء المنتخب الوطني و قادوه للإنجاز التاريخي في كأس العالم 1986 بمكسيكو ... و لم يكتف بتفريخ اللاعبين فقط بل ظل يحاول كسب لقب البطولة و آستطاع الحصول عليه سنة 1988 و بذلك يكون الرجاء قد حقق أول بطولة للدوري المغربي في مساره التاريخي و آستطاع أن يتاهل لدوري أبطال إفريقيا التي فاز بها من بعد.
║█║ الإكتساح ║█║
1989 - 1999
سنوات التسعينات كانت هي الحقبة الذهبية في تاريخ الرجاء عكس سنوات الستينيات و السبعينيات و التي امتازت باكتساب الرجاء للشعبية بالفرجة التي كانت تقدمها، بل تخطت ذلك لأبعد الحدود و صارت الرجاء تجمع بين الفرجة والألقاب و هاته الفترة تميزت باكتساح رجاوي لجميع البطولات التي كان يشارك فيها ومن لقب الدوري المغربي الذي احتكره ل 6 سنوات على التوالي و هو الرقم القياسي التاريخي في الدوري المغربي مرورا بلقب كأس العرش سنة 1995 إلى التألق الخارجي بفوز الرجاء بثلات عصب إفريقية الأولى في وهران و الثانية في الدار البيضاء و الثالثة في تونس العاصمة و هو الرقم الذي لم يصل له أي فريق مغربي و هو الذي ساهم في ارتقاء المغرب إلى الرتبة الثانية بعد مصر من ناحية البلدان الأكثر تثويجا بدوري أبطال إفريقيا ب 5 ألقاب و هاته الإنجازات ساهمت في رفع الراية المغربية، وصولا الى ألقاب الكأس الممتازة والكأس الأفروآسيوية و بذلك يكون جيل التسعينات أحسن الأجيال التي مرت على الرجاء حيث أنهم آستطاعوا أن يكسبوا 10 ألقاب في 10 سنوات .
║█║ العالمية ║█║
2000
هكذا كانت حكاية عملاق الكرة المغربية وهكذا كانت حقباته المختلفة ، بين زمن الولادة وزمن العالمية سنين من الإبداع والفن والتألق الوطني والقاري. بين الدار البيضاء والبرازيل صفحات خضراء ملأتها المهارات و"دقة ودقة" واللعب النظيف. بين إفريقيا وأمريكا اللاتينية سنين من الألقاب الإفريقية والأفروآسيوية والعربية. بين ديما رجا ورخا رخا ملايين من الجماهير المحبة للفن الرفيع وللوصفة السحرية الرجاوية. من غنى راجا راجا كانت له نفس دوافع وأسباب من غنى رجا رجا من قبله. بين هنا وهناك، بين الوطنية والعالمية، بين المواقع المغربية وموقع الفيفا تمتد حدود الفريق الأخضر وشعبيته. بين الأمس البعيد والأمس القريب ولج آسم جديد سماء كرة القدم العالمية وخط آسمه بأحرف من ذهب بين كبار الكرة العالمية و كأول فريق مغربي يصل للعالمية و يجمع بين الواقعية وفن الإبداع.][center][b][i]