السلام عليكم
سيدي الرئيس
بداية نبارك لك منصب الرئاسة, ونبارك لك عيد الاضحى المبارك, ونسأل الله العلي القدير ان يوفقك لما يحبه ويرضاه وان يعينك على قضاء حوائج الناس, ونعيذك بالله من أن تكون الجسر الذي بعبر به الناس إلى النجاة ويرمى به هو في النار. وأن يبارك لك في مالك وأهلك ودارك.
سيدي الرئيس
الناس شدوا إليك رحالهم. وعقدوا عليك آمالهم. وحملوك كل أمانيهم وامنياتهم. وتوسموا فيك خيرا لهم ولبلادهم. ووعدوا أنفسهم ومنوا أبناءهم أنهم على موعد مع صلاحهم. بقدوم من رأوا فيه مخلصهم.
سيدي الرئيس
اعلم أن التاريخ لا يجامل أحدا. فإن رأيت الخلق إليك يبتسمون. وبمحامدك يتحدثون. ولأعمالك يهللون. وانت لا تدري إن كانت أنياب الليث بارزة أنه إليك لا يبتسم. فلا يغرنك كل هذا. واعلم أن التاريخ هو الكفيل بذكر امجادك إن كانت لك أمجاد. وهو الكفيل بإنصافك إن كانت لك مظلمة. وهو الكفيل بكشف كل ما عن الناس قد خفي وما خفي كان أعظم, في حياتك قبل مماتك. ولك في سلفك خير عبرة إن كنت من أولي الالباب الذين يتفكرون...
سيدي الرئيس
إنها في الدنيا أمانة. ويوم القيامة خزي وندامة. يمر الناس على الحساب خفافا وتمر أنت ثقالا قد أوقفك هذا واستوقفك هذا. قضيت حاجة هذا وما نظرت إلى هذا. قد نصرت هذا وظلمت هذا ...فيأخذ هذا من حسناتك ويزيد هذا على سيئاتك ونعيذك بالله من مشهد كهذا
سيدي الرئيس
مر أكثر من مائة يوم على توليك للمنصب الجديد. ولا نقول انه لم يتغير شيء ولكن هناك أعمال تم إنجازها. غير أن ما ينتظرك أكثر مما قد مر بك. الطريق ما تزال في بدايتها وأهم المطالب والوعود التي أطلقتها في حملتك الإنتخابية لم يتحقق منها بعد شيء .-دون أن أذكرك بصفات المنافق الذي إذا وعد أخلف- وهذا لا يعني أننا نكذب وعودك ولكننا نذكرك بها إن شئت
سيدي الرئيس
كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته
سيدي الرئيس
احرص على اختيار بطانتك التي تأمرك بالمعروف وتعينك عليه واحذر البطانة التي تحجب عنك الحقائق وتجمل في عينيك القبيح وتذهب بخير البلاد والعباد وإن كنت تدري فتلك مصيبة وإن كنت لا تدري فالمصيبة أعظم
سيدي الرئيس
لا تغرنك الحاشية التي تحيط بك وهي تنافقك وتصورك بطلا وأنت في أعين الفقراء البؤساء لصا سرق ابتساماتهم وغرهم بابتسامات بديلة لهم عليك بالعامة من الناس هم من يصورون لك الحقائق وأحسن الاستماع أكثر مما تتقن الحديث. فأنت أحوج إلى معرفة ما يدور بخلج الناس من الاستماع إلى أكاذيب المحيطين بك. إياك أن يحولوا بينك وبين الحقائق. خالط الناس أكثر لتعرفهم أكثر ولا تتكبر
سيدي الرئيس
نعلم أنك تسعى جاهدا لتفي بوعودك. نعلم أنك تبذل الجهود تلو الجهود حتى إنك لتهمل أبناءك وأهلك ودارك وعملك في كثير من الأحيان في سبيل السعي إلى مصلحة البلاد والعباد. وهذا دأب الصالحين إذ أنهم غدا مسؤولون وبين يدي ربهم واقفون. ولكن لا تصلح بيوت الناس وتفسد بيتك فإن لأهلك عليك حقا. لا تنس أن لك أهلا وأولادا هم في حاجة إليك ومنهم من يطرق أبوب المراهقة. ومنهم من يطرق أبواب الزواج. نسأل الله أن يحفظهم لك ويحفظ جميع أبناء المسلمين
سيدي الرئيس
أنت اخترت هذا المنصب والناس اختاروك له, آمالهم عليك معلقة. وحاجاتهم عليك موقوفة. منهم من ينتظر أن تنير له الطريق-الكهرباء-. ومنهم من ينتظر منك أن تروي ظمأه-الماء-. ومنهم من لا يريد الموت وهو ينجب-الإسعاف-. ومنهم من يخشى من لسعة العقرب-المستوصف-. ومنهم من يريد أن يجد العلم إليه طريقا-المدارس- ومنهم ومنهم ومنهن... ولا تقل قد لا يكون هذا من اختصاصي فالناس لا تعرف هذا من اختصاصك وهذا ليس من اختصاصك. بل أنت في أعينهم العفريت الذي خرج من القمقوم لا يعجزه شيء ويقدر على كل شيء
سيدي الرئيس
حملت إليك شيئا من أحاسيس الناس ومشاعرهم. أثنيت على جميلك. أنرت لك بعضا من طريقك.نبهتك إلى بعض الأخطاء.وأنذرتك بطانة السوء وأهل الزيف. دعونا الله أن يوفقك فليس من مصلحتنا أن تفشل لأن في لنا خسارة ولا نريد أن نشمت لأنها ليست لنا أخلاقا. ولكننا نرحمك إن وجدناك تتلاعب بآمالنا التي حملناك إياها وإن كنت تراها أكبر منك وأقوى فضع عنك وزرها قبل أن توضع في قبرها فلا ينفعك يومها حملها أو وضعها
سيدي الرئيس
ستجدنا دائما إلى جانبك نثني على الصالح من أعمالك. ونقوم المعوج من أفعالك. والله من وراء القصد وهو يهدي السبيل
سيدي الرئيس
هذه مقالتي إليك فمن شاء فليومن ومن شاء فليكفر وما توفيقي إلا بالله وإن أريد إلا الصلاح ما استطعت
والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته