بسم الله الرحمن الرحيم :
الحوار لم يكن كأي حوار !!والمكان أيضا لم يكن كأي مكان!
هنا بداية النهاية ..تقطع الأنفاس وتبلل الدموع المحاجر ،يخشع القلب ويخضعً ،،
فهنا لاترى إلى السكونٌ والسكوت ، أكفان وثياب بلا أكمام ، سدر وحنوط ومسك وكافور ..جميع ما في ذلك المكان يتكلم وإن كان صامت !
حوار مع مغسلة الأموات ،،
أجرت اللقاء الداعية المتألقة الفاضلة/مشاعة ابو خشيم مع الأخت / أم تركي العليان ، وهي مُغسلة الأموات بجامع الراجحي بالرياض ومشرفة على القسم النسائي بالمغسلة ... فإليكم هذا اللقاء :
س/ بدايتك في تغسيل الأموات كيف كانت.. ومتى ؟
بدايتي كانت عام 1421هـ بعد مشاركتي في تجهيز جنازة أختي الكبرى رحمها الله.
س/ هل واجهتكِ صعوبات في بداية عملك؟ وكيف تغلبتِ عليها ؟
لا أخفيك خالجني بعض الخوف ولكن تغلبت عليه بفضلٍ من الله سبحانه وتعالى ثم تشجيعا من أخي في الله إبراهيم الحلوة حفظه الله وكان يومها مشرفا عاما على مغاسل النساء ، كما أن لزوجي الدور الفعال في تشجيعي وحثي على الاستمرار في هذا العمل.
س/ هل تحتاج المغسلة إلى شخصية وإيمان قوي يُعينانها على الاستمرار في هذا العمل؟ وما هي الصفات المطلوب توفرها في المُغسلة؟
تحتاج المُغسّلة إلى إيمان قوي يُعينها على طاعة الله، وتحتاج إلى شخصية قوية تواجه بها أي مشكلة من أهل الجنائز أو من غيرهم، كما تحتاج إلى ضبط النفس دوما في هذا المكان.
س/ هل يسلب التغسيل لحظات السعادة في حياتك؟
أبدا فالعمل الصالح كله سعادة ولله الحمد.
س/ ما الحالة التي أثرت فيكِ أثناء التغسيل وأحزنت قلبك؟
الحالة التي تأثرت بها عندما قمت أنا وزميلاتي بتجهيز (ست جنائز) من عائلة واحدة وكان حادث شنيع ، وبعدها بأسبوعين قمت بتغسيل ابنة أختي ذات التسعة عشر عاما ، وكان لهذين الموقفين آثر كبير في نفسي.
س/ هل تستطيع مُغسلة الأموات أن تلاحظ أن هذه المتوفاة من أهل الخير أو العكس؟ وما العلامات التي تظهر على المتوفاة وتدل على ذلك؟
لا يستطيع أحد أن يجزم أن هذا من أهل الخير أو العكس فهذه أمور غيبية لا يعلمها إلا الله سبحانه وتعالى.. ومن تكن المُغسلة حتى تحكم بهذا الأمر؟ فالذي يغتاب الأموات بنظري لا مكان له في هذا المجال.
س/ هل بالإمكان أن تذكري لنا ما فيه عظة وعبرة للغير مررتِ بها في مغسلة الأموات؟
العبرة في الموت ، والموت المفاجئ في هذا الزمان .. وكفى بالموت واعظا.
س/ هل يوجد مُغسلات في العشرين من أعمارهن؟ وهل تستطيع أي فتاة أن تقوم بهذا العمل؟
للأسف لا يوجد عندي مغسلة بهذا السن! وأتمنى من الله العلي القدير أن تتواجد الفتيات في المستقبل القريب للقيام بهذا العمل.
س/ في لحظة إخبارك بأنه يوجد حالة في المغسلة وتحتاج إلى التغسيل ما أول ما تقومين به من عمل ؟
نقوم بتجهيز السدر والكافور والكفن وفوط لستر الميت ، ونستدعي اثنتان من أهل الجنازة بعدها نشرع في التغسيل.
س/ ما الأشياء الأساسية التي لا بُد أن تتصف بها مُغسلة الأموات؟
_ أن تخاف الله في هذه الأمانة التي بين يديها.
_ أن تكون صاحبة أمانة لقول الرسول صلى الله عليه وسلم: (لا يُغسل موتاكم إلا المأمون)
س/ ما كيفية التغسيل؟
كيفية التغسيل طويلة ويصعب لي شرحها بين ثنايا هذه السطور ولكن أنصح بكتاب الشيخ عبدالرحمن الغيث (الوجازة في تجهيز الجنازة)
س/ ما المعتقدات الخاطئة التي تحصل من أهل المتوفاة عند التغسيل؟
بعضا من أهل الجنائز يجهل أحكام التغسيل مثل أن يطلب زيادة عدد الغسلات ، أو أن يأتي بزعفران ويطلب منا وضعه على اليدين ، أو كحل لتكحيل الميتة..وهذه من المعتقدات الخاطئة.
س/ ماذا تقولين لبعض الفتيات اللاتي يرغبن بهذا العمل ولكن شعور الخوف والتردد يمنعهن؟
أقول لكل من رغبت في هذا العمل ألا تتردد بشرط ألا تكون ممن يجتاحهم الخوف الشديد.
س/ في حالة تقطع الجثث واختلاطها مع بعض كيف يكون التغسيل؟
في حالة الحريق أو الحادث نقوم بتغسيل الأجزاء غير المتضررة ثم تيمم الأعضاء المتضررة. أما إذا كانت الجثة متضررة بالكامل فإنه تيمم الجثة كاملة.
س/ كلمة توجهيها إلى كل فتاة ابتعدت عن الرحمن واتبعت هوى نفسها والشيطان.
أقول لها: ابتعدي عن معصية الله واستعدي لهذه الرحلة الأخيرة، فالموت لا ينتظر حتى نعود إلى الله، فربما نُصبح ولا نُمسي. والموت لا ينظر إلى صغيرٍ أو كبير، فهو هادم اللذات ومُفرق الجماعات، كم أنزل ملوكا عن عروشهم وخطف أطفالا من أمهاتهم وأزواج من زوجاتهم ،،، اللهم أعنا على الموت وشدته وسكرته وكربته.
الحوار لم يكن كأي حوار !!والمكان أيضا لم يكن كأي مكان!
هنا بداية النهاية ..تقطع الأنفاس وتبلل الدموع المحاجر ،يخشع القلب ويخضعً ،،
فهنا لاترى إلى السكونٌ والسكوت ، أكفان وثياب بلا أكمام ، سدر وحنوط ومسك وكافور ..جميع ما في ذلك المكان يتكلم وإن كان صامت !
حوار مع مغسلة الأموات ،،
أجرت اللقاء الداعية المتألقة الفاضلة/مشاعة ابو خشيم مع الأخت / أم تركي العليان ، وهي مُغسلة الأموات بجامع الراجحي بالرياض ومشرفة على القسم النسائي بالمغسلة ... فإليكم هذا اللقاء :
س/ بدايتك في تغسيل الأموات كيف كانت.. ومتى ؟
بدايتي كانت عام 1421هـ بعد مشاركتي في تجهيز جنازة أختي الكبرى رحمها الله.
س/ هل واجهتكِ صعوبات في بداية عملك؟ وكيف تغلبتِ عليها ؟
لا أخفيك خالجني بعض الخوف ولكن تغلبت عليه بفضلٍ من الله سبحانه وتعالى ثم تشجيعا من أخي في الله إبراهيم الحلوة حفظه الله وكان يومها مشرفا عاما على مغاسل النساء ، كما أن لزوجي الدور الفعال في تشجيعي وحثي على الاستمرار في هذا العمل.
س/ هل تحتاج المغسلة إلى شخصية وإيمان قوي يُعينانها على الاستمرار في هذا العمل؟ وما هي الصفات المطلوب توفرها في المُغسلة؟
تحتاج المُغسّلة إلى إيمان قوي يُعينها على طاعة الله، وتحتاج إلى شخصية قوية تواجه بها أي مشكلة من أهل الجنائز أو من غيرهم، كما تحتاج إلى ضبط النفس دوما في هذا المكان.
س/ هل يسلب التغسيل لحظات السعادة في حياتك؟
أبدا فالعمل الصالح كله سعادة ولله الحمد.
س/ ما الحالة التي أثرت فيكِ أثناء التغسيل وأحزنت قلبك؟
الحالة التي تأثرت بها عندما قمت أنا وزميلاتي بتجهيز (ست جنائز) من عائلة واحدة وكان حادث شنيع ، وبعدها بأسبوعين قمت بتغسيل ابنة أختي ذات التسعة عشر عاما ، وكان لهذين الموقفين آثر كبير في نفسي.
س/ هل تستطيع مُغسلة الأموات أن تلاحظ أن هذه المتوفاة من أهل الخير أو العكس؟ وما العلامات التي تظهر على المتوفاة وتدل على ذلك؟
لا يستطيع أحد أن يجزم أن هذا من أهل الخير أو العكس فهذه أمور غيبية لا يعلمها إلا الله سبحانه وتعالى.. ومن تكن المُغسلة حتى تحكم بهذا الأمر؟ فالذي يغتاب الأموات بنظري لا مكان له في هذا المجال.
س/ هل بالإمكان أن تذكري لنا ما فيه عظة وعبرة للغير مررتِ بها في مغسلة الأموات؟
العبرة في الموت ، والموت المفاجئ في هذا الزمان .. وكفى بالموت واعظا.
س/ هل يوجد مُغسلات في العشرين من أعمارهن؟ وهل تستطيع أي فتاة أن تقوم بهذا العمل؟
للأسف لا يوجد عندي مغسلة بهذا السن! وأتمنى من الله العلي القدير أن تتواجد الفتيات في المستقبل القريب للقيام بهذا العمل.
س/ في لحظة إخبارك بأنه يوجد حالة في المغسلة وتحتاج إلى التغسيل ما أول ما تقومين به من عمل ؟
نقوم بتجهيز السدر والكافور والكفن وفوط لستر الميت ، ونستدعي اثنتان من أهل الجنازة بعدها نشرع في التغسيل.
س/ ما الأشياء الأساسية التي لا بُد أن تتصف بها مُغسلة الأموات؟
_ أن تخاف الله في هذه الأمانة التي بين يديها.
_ أن تكون صاحبة أمانة لقول الرسول صلى الله عليه وسلم: (لا يُغسل موتاكم إلا المأمون)
س/ ما كيفية التغسيل؟
كيفية التغسيل طويلة ويصعب لي شرحها بين ثنايا هذه السطور ولكن أنصح بكتاب الشيخ عبدالرحمن الغيث (الوجازة في تجهيز الجنازة)
س/ ما المعتقدات الخاطئة التي تحصل من أهل المتوفاة عند التغسيل؟
بعضا من أهل الجنائز يجهل أحكام التغسيل مثل أن يطلب زيادة عدد الغسلات ، أو أن يأتي بزعفران ويطلب منا وضعه على اليدين ، أو كحل لتكحيل الميتة..وهذه من المعتقدات الخاطئة.
س/ ماذا تقولين لبعض الفتيات اللاتي يرغبن بهذا العمل ولكن شعور الخوف والتردد يمنعهن؟
أقول لكل من رغبت في هذا العمل ألا تتردد بشرط ألا تكون ممن يجتاحهم الخوف الشديد.
س/ في حالة تقطع الجثث واختلاطها مع بعض كيف يكون التغسيل؟
في حالة الحريق أو الحادث نقوم بتغسيل الأجزاء غير المتضررة ثم تيمم الأعضاء المتضررة. أما إذا كانت الجثة متضررة بالكامل فإنه تيمم الجثة كاملة.
س/ كلمة توجهيها إلى كل فتاة ابتعدت عن الرحمن واتبعت هوى نفسها والشيطان.
أقول لها: ابتعدي عن معصية الله واستعدي لهذه الرحلة الأخيرة، فالموت لا ينتظر حتى نعود إلى الله، فربما نُصبح ولا نُمسي. والموت لا ينظر إلى صغيرٍ أو كبير، فهو هادم اللذات ومُفرق الجماعات، كم أنزل ملوكا عن عروشهم وخطف أطفالا من أمهاتهم وأزواج من زوجاتهم ،،، اللهم أعنا على الموت وشدته وسكرته وكربته.