لطيفة أحرار تتعرى على خشبة المسرح
فوجئ مشاهدو العرض المسرحي "كفر ناعوم أوطو – صراط"، بالممثلة المغربية المعروفة لطيفة أحرار،وهي تنزع ملابسها، حيث تقدم مشهدا وهي ترتدي لباس البحر.
ولم يفهم الحاضرون بقاعة دار الثقافة الداوديات بمراكش مساء يوم الأربعاء الماضي،الأسباب التي جعلت لطيفة أحرار تقدم على "عري" كهذا دون مبرر مقنع قبل أن تستلقي أرضا على ظهرها ثم بطنها في حركات مليئة بالإيحاءات، فيما كان يخشى البعض أن تستمر الممثلة المغربية في نزع ملابسها إلى أن تصبح كما ولدتها أمها، حيث تنفس الحاضرون الصعداء، وأغلبهم كان يشاهد المسرحية مع عائلته وأبنائه، حينما تيقنوا أن لباس البحر هو آخر مرحلة وقفت عندها الممثلة.
وتعليقا على الضجة التي أثارتها قالت لطيفة أحرار في تصريحات ليومية "أخبار اليوم" أن ما قدمته هو مشروع فني ورؤية خاصة حول العالم كما تراه، مشيرة أنه لا يمكن اختزال المسرحية في مشهد واحد يتم التعامل معه من مبدأ "ويل للمصلين" حسب قولها.
وأشارت الممثلة المغربية أنها حرصت على تقديم عرض قريب من الجمهور، ورغم شعورها مع بداية نزع ملابسها بصدمة تلوح في عين الجمهور، لكنه مع مرور الوقت تعامل الحاضرون مع المشهد بشكل طبيعي، مضيفة أن الجمهور اكتشف أن ما تقدمه لا يدخل في إطار الاستفزاز وقلة الأدب.
وذكرت أحرار أنها مستعدة لتقبل الانتقادات مع تحملها لنتائج اختياراتها الفنية.
وعن فكرة اختيارها لديوان "رصيف القيامة" للشاعر المغربي المعروف ياسين عدنان وتحويله إلى عمل مسرحي، قالت أحرار أنها بدأت تفكر في العمل بعد وفاة والدها، حيث طرحت على نفسها أسئلة مرتبطة بالازدواجية بين الجسد والروح .
ومن أجل تقديم العمل بشكل لائق ذكرت أحرار أنها تعاونت مع شخصين مختصين في الكوريغرافيا، الأول إيراني استفادت منه في الجانب الخاص بالرقص الروحاني، والثاني مغربي-فرنسي تعلمت منه أحرار الجوانب المتعلقة بالحركة فوق الخشبة.
وتؤكد أحرار من خلال هذا العمل المسرحي أن الأمر لا يتعلق بمصاحبة للشعر أو مجرد تأثيث لفضاء إلقاء الشعر، وإنما بعمل فني إبداعي خاص ينطلق من هذا الديوان لبناء لحظة فنية حرة، جريئة ومعاصرة.
بدوره اعتبر ياسين عدنان، مؤلف ديوان "رصيف القيامة"، الذي اشتغلت عليه لطيفة أحرار لإنجاز مسرحية "كفر ناعوم أوطو – صراط" أن الممثلة المغربية" قدمت مسرحية بالغة الجرأة، لكنها جرأة فنية بالأساس".
وتمنى عدنان في تصريحات ليومية "أخبار اليوم" أن لا يتم اختزال "المغامرة" الفنية التي أقدمت عليها لطيفة أحرار ، في نقد هامشي لاعلاقة له بلغة الفن ومعايير النقد وطبيعة الإبداع.
يذكر أن هذا العمل المسرحي يقدم بشراكة مع المعهد الثقافي الإسباني ثيرفانتيس، ومن المنتظر أن يتم عرض "كفر ناعوم أوطو – صراط"، على خشبة مسرح محمد الخامس يوم 28 أكتوبر الجاري ، لتنطلق لطيفة أحرار بعد ذلك في جولة فنية تقودها إلى كل من بلجيكا وبولونيا وإسبانيا قبل أن يتم عرض العمل في دول عربية كالأردن والإمارات.